الخير في عطف الشر No Further a Mystery
الخير في عطف الشر No Further a Mystery
Blog Article
الشر ما لا يلائم طبيعة الإنسان، بحيث يحصل له به أذية أو ضرر، هذا الشر.
أما الخير المعنوي: فمصادره بعيدة عن ظاهر حياة الإنسان ـ أي عن مباشرة الحواس ـ ولابد لبلوغها من التأمّل الذي يستجيش مواهب الاستبصار، أو على ما قررنا سابقاً لابد فيها من إيقاظ حواس الباطن لتكون وراء حواس الظاهر فيما تسمع وترى.
فالأمر في الخير الحسّي أن العين ترى، والأذن تسمع، وبقية الحواس تشم أو تذوق، الخ... والغرائز تنفعل انفعالها التلقائي، دون توقف على إرادة أو فكر...
.. وأقبل على الخير ـ بحكم تلك الغرائز ـ يستكثر منه، ويحرص عليه، ويعد له، ويسابق إليه... وابتعد عن الشر، أو دفعه عن نفسه، أو استأصل أسبابه، أو توقى دواعيه ما استطاع...
جزى الله الكابلي الذى لحن الكلمات الطيبة خير الجزاء و رحم الله الشاعر الرقيق المجذوب
نحن بين الخير والشر: ما الخير وما الشر ؟
زينيتسا تحتفي بطلابها في المسابقة السابعة عشرة للتربية الإسلامية
أما الخير المعنوي فأين مصادره من الحواس وانفعال الغرائز؟ إنه معنويات صرفة، أو صفات ومُثل خالصة من قبيل ما ذكرنا من الصدق، والأمانة، والعدل، والإحسان... ليس فيها ما تشهده حاسته أو تنفعل به غريزته.
دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ... أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
قصة الغلام والمؤمن مع الملك الظالم عبدالستار المرسومي
إذًا فالخير - من نظر الإسلام - هو أصل الإنسان، وفطرته التي فطر عليها، إلا أنه ضعيف حينًا، متردِّد حينًا آخر، يدور حوله الشيطان، يتوعده ويتهدَّده بالغَواية، فإن تبعه فقد تردى إلى أسفل سافلين، أما من استعصى عليه، فله أجر غير ممنون، ومِن ثَمَّ كان من الطبيعي أن تسبق الإشارةُ إلى الخير، الإشارة إلى الشر، والبُشرى بالجنة، الإنذار بالنار، وثواب الصالحين المُحسنين، عقاب الكافرين المُذنِبين لسبب مهمٍّ: إنَّ القرآن لو افترض أن الشر أصل الإنسان وفطرته التي فطر عليها، لكانت الدعوة إلى الدِّين من العبث؛
وقال النيسابوري: (لله تعالى عالمان..... يعبر عنهما بالدنيا والآخرة، والملك والملكوت ، والظاهر والباطن)
فإذا اشتركت الأعين التي في الصدور مع الأعين العادية ،في رؤية الكائنات، استطاع الإنسان أن يدرك روائع العبر، وحقائق الصفات، الخير في اطراف الشر وحينئذ تنفعل غرائز الحس بمشاهدة العين العادية ـ وتكون انفعالاتها عبارة عن وجدانات قدسية مشبوبة بصفات الحق، كلها شوق، ورغبة في تحقيق ذاتها مثلاً، وصوراً في واقع الحياة.
وكان مما زاد الأمر تعقيدًا أمام الإنسان في القديم، أن المعتقدات التي اعتقدها لم تستطع أن تجد حلاًّ لمشكلته هذه.